اتقوا الله يا سودانيين في مال شعبكم وامنحوا الغرابة استقلالهم ولينفصلوا باقليمهم فنرتاح من حقدهم وشرهم :-

مجزرة كرينك
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
ونحن وسط الجثث بكرينك أذنا في الناس بحثا عن الحلول المفضية لعودة دارفور لسيرتها الأولى. تواصل معنا نفر كريم. منهم من كان في لحظة يأس حيث قال: (دعوهم يتقاتلوا. فلا خير في الجميع). وثاني يرى: (إن الحل دارفوري دارفوري بالمصالحة الشاملة). وثالث أشار لعيوب سلام جوبا. ورابع ينادي بوضع الإقليم تحت الوصاية الدولية وفق البند السابع. وخير من لخص لنا الواقع ذلك الضابط العظيم الذي بعث برسالة قال فيها: (نحن خدمنا في دارفور وتعمقنا في كل مكوناتهم القبلية وخرجنا بالآتى: (إن حفظ القرآن والتدين في دارفور لا يتبعه سلوك يسير به المتدين بين الناس ولا يظهر هذا التدين في التعامل اليومي. وإن معظم العادات والتقاليد المحلية لا تتوافق مع صحيح الدين. وفي كثير من الأحيان قد تطغى العادات والتقاليد على روح الدين نفسه. وإن قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق هى أهون عندهم من ذبح شاة. والعنصرية الموجودة بين مكونات وإثنيات دارفور أكبر من العنصرية التى يلوكونها ليلا ونهارا وتظهر في أدبيات النخب الدارفورية. وإن مسألة التطهير العرقي وجرائم الإغتصاب التى إدعوها كانت مجرد تراهات وأكاذيب الغرض منها التضييق على الدولة السودانية "الجلابة" والمتاجرة بقضية دارفور. والآن ما يحدث في دارفور يضع كل الحركات المسلحة والنخب الدارفورية في إمتحان ومسؤولية تاريخية وفي نفس الوقت يبرئ ساحة شعبنا من زعمهم ان علينا دفع ٧٥٠ مليون دولار سنويا لاقليم دارفور ولمدة عشره سنوات كتعويض عن جرائم هم من ارتكبوها في حق بعضهم البعض). ومن داخل المسرح العبثي نرى أن مجزرة كرينك لن تكون الأخيرة وذلك وفق المعطيات على أرض الواقع. فالجميع على صهوة جواد الحقد متربصا بالآخر. ومن الملاحظ أن التداخل القبلي مع دول الجوار ساهم في تعميق الأزمة في ظل غياب الدولة السودانية. وأكاد أجزم بأن تحولا جذريا بعد تلك المجزرة سوف يطرأ على المشهد الدارفوري. ويتمثل في بداية الانفصال من الدولة الأم. السؤال المطروح ما دور المثقفين الذين تاجروا بقضية الإقليم كذبا وبهتانا في إيقاف ذلك الغول المتربص بهم. وما الوضع (القانوني والمجتمعي) لإنسان دارفور المتواجد في بقية ولايات السودان إذا حدث الانفصال؟. بلا شك سوف يكون مصيره كالجنوبيين. إما العودة (التعسفية) للعيش في ذلك الإقليم الملتهب. أو البقاء كلاجيء. وكلاهما المصير المجهول. عليه رسالتنا للجميع إنكم تحسبونه هينا. ولكنه على أرض الواقع لعظيم فاتقوا الله يا سودانيين في مال شعبكم وامنحوا الغرابة استقلالهم ولينفصلوا باقليمهم فنرتاح من حقدهم وشرهم
الله اكبر وثورةً حتى النصر